مسحة عنق الرحم: فحص بسيط يحميك من أمراض خطيرة
تُعد مسحة عنق الرحم (Pap Smear) من أهم الفحوصات الوقائية التي يجب على كل امرأة القيام بها دوريًا، فهي أداة فعّالة للكشف المبكر عن التغيرات الخلوية التي قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم. ومع أن الفحص بسيط وسريع، إلا أنه قادر على إنقاذ حياة الآلاف من النساء سنويًا.
في هذا المقال، سنشرح ما هي مسحة عنق الرحم، ولماذا تُعتبر مهمة، ومتى يُوصى بها، وكيف يتم إجراؤها، وماذا تعني نتائجها.
ما هي مسحة عنق الرحم؟
مسحة عنق الرحم هي إجراء طبي بسيط يتم خلاله أخذ عينة صغيرة من خلايا عنق الرحم باستخدام فرشاة خاصة، ثم تُرسل هذه العينة إلى المختبر لتحليلها والكشف عن أي خلل في الخلايا قد يكون مؤشرًا لمراحل ما قبل السرطان أو التهابات فيروسية مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
لماذا تُجرى مسحة عنق الرحم؟
الهدف الرئيسي من هذا الفحص هو:
الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم
اكتشاف التغيرات ما قبل السرطانية (Dysplasia)
تشخيص الالتهابات المزمنة أو الفيروسية
متابعة النساء اللاتي سبق لهن الإصابة بمشاكل في عنق الرحم
كلما تم اكتشاف التغيرات مبكرًا، زادت فرص الوقاية والعلاج السريع قبل تطور الحالة إلى مرض خطير.
من يجب أن تُجري مسحة عنق الرحم؟
جميع النساء المتزوجات أو من لديهن نشاط جنسي بعد عمر 21 سنة.
النساء من عمر 25 إلى 65 سنة، بمعدل مرة كل 3 سنوات إذا كانت النتائج طبيعية.
النساء اللاتي لديهن تاريخ مرضي أو عائلي مع سرطان عنق الرحم.
النساء المصابات بفيروس HPV أو بأمراض نقص المناعة.
من سبق لهن اكتشاف خلايا غير طبيعية في الفحوصات السابقة.
متى يُفضل إجراء الفحص؟
يُفضل القيام بالفحص بعد انتهاء الدورة الشهرية بـ 3 – 5 أيام.
يجب تجنب الجماع أو استخدام غسولات مهبلية أو تحاميل قبل الفحص بـ 48 ساعة.
لا يُنصح بإجراء الفحص أثناء وجود نزيف أو التهابات شديدة.
كيف يتم إجراء مسحة عنق الرحم؟
تستلقي السيدة على سرير الفحص بوضعية معينة.
يقوم الطبيب أو الطبيبة بإدخال منظار صغير لفتح المهبل.
تُستخدم فرشاة أو عود خاص لأخذ عينة من سطح عنق الرحم.
تُرسل العينة إلى المختبر لتحليل الخلايا تحت المجهر.
الفحص لا يستغرق أكثر من 5 دقائق، وعادةً لا يسبب ألمًا، فقط شعور بسيط بعدم الراحة.
هل مسحة عنق الرحم مؤلمة؟
لا، الفحص غير مؤلم في الغالب. تشعر بعض النساء بانزعاج خفيف فقط أثناء إدخال المنظار أو أخذ العينة، لكنه لا يسبب ضررًا أو مضاعفات.
الفحص آمن تمامًا ويمكن تكراره دوريًا دون مشاكل.
ماذا تعني نتائج الفحص؟
نتيجة طبيعية: الخلايا سليمة، ويُكرر الفحص بعد 3 سنوات.
وجود خلايا غير طبيعية خفيفة (ASCUS أو LSIL): غالبًا ما تكون ناتجة عن التهاب أو عدوى HPV وتُتابع بعد أشهر.
تغيرات خلوية متوسطة أو شديدة (HSIL): تستدعي إجراءات إضافية مثل الخزعة أو منظار عنق الرحم.
وجود خلايا سرطانية: يُحول المريضة للعلاج الفوري.
الطبيب وحده من يحدد التفسير المناسب والخطوات التالية حسب النتيجة.
ما الفرق بين مسحة عنق الرحم وفحص HPV؟
مسحة عنق الرحم تكشف عن تغيرات الخلايا في عنق الرحم.
فحص HPV يكشف عن وجود فيروس الورم الحليمي البشري نفسه، وهو السبب الأساسي في معظم حالات سرطان عنق الرحم.
يمكن إجراء الفحصين معًا في بعض الحالات، خاصة للنساء فوق سن 30 عامًا.
هل الفحص ضروري حتى بدون أعراض؟
نعم، فغالبًا لا تُظهر التغيرات الخلوية أو السرطانية أي أعراض في المراحل المبكرة، ولهذا تُعتبر المسحة وسيلة وقائية لا غنى عنها.
هل يمكن إجراء الفحص لغير المتزوجات؟
لا يُجرى هذا الفحص عادةً لغير المتزوجات، لأنه يعتمد على فحص داخلي لعنق الرحم.
ولكن في حال وجود مؤشرات طبية خاصة أو اشتباه بعدوى HPV، يُحدد الطبيب الطريقة الأنسب للفحص حسب الحالة.
كيف أستعد للفحص؟
لا تجري الفحص أثناء الدورة الشهرية.
تجنبي الجماع قبل الفحص بـ 48 ساعة.
لا تستخدمي الدش المهبلي أو الكريمات المهبلية قبل الفحص.
أبلغي الطبيبة إذا كنتِ حاملاً أو تعانين من التهابات.
كم مرة يجب تكرار مسحة عنق الرحم؟
مرة كل 3 سنوات إذا كانت النتيجة طبيعية.
في بعض الحالات، يُنصح بالفحص كل سنة إذا كان هناك عوامل خطر.
بعد عمر 65 عامًا، يمكن إيقاف الفحص إذا كانت النتائج السابقة طبيعية ولا توجد عوامل خطر.
مسحة عنق الرحم هي فحص بسيط لكنه بالغ الأهمية، وقد تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة كل امرأة.
لا تنتظري حتى تظهر الأعراض، فالكشف المبكر هو درعكِ الأول ضد الأمراض الخطيرة.
احجزي موعدك الآن في مركز طبي موثوق، وابدئي بخطوة صغيرة نحو وقاية كبيرة.