أخذ مسحة عنق الرحم وفحص الفيروسات: خطوة ذكية للوقاية من الأمراض النسائية الخطيرة
تُعد صحة الجهاز التناسلي الأنثوي أمرًا بالغ الأهمية، خاصة مع انتشار بعض الفيروسات التي قد تؤدي إلى تغيرات خطيرة في عنق الرحم دون ظهور أعراض واضحة. من بين أهم الوسائل الوقائية التي تساعد على الكشف المبكر عن تلك التغيرات هي مسحة عنق الرحم وفحص الفيروسات، وعلى رأسها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أهمية إجراء هذين الفحصين معًا، ومتى يجب القيام بهما، وكيف يتمان، ولماذا يُعدان من الفحوصات الأساسية لكل امرأة متزوجة.
ما هي مسحة عنق الرحم؟
مسحة عنق الرحم (Pap Smear) هي فحص يتم فيه أخذ عينة صغيرة من خلايا عنق الرحم باستخدام فرشاة دقيقة ومعقمة، ثم تُحلل هذه الخلايا في المختبر للكشف عن أي تغيّرات غير طبيعية قد تشير إلى:
التهابات مزمنة
خلايا غير طبيعية (ما قبل سرطانية)
مؤشرات مبكرة لسرطان عنق الرحم
ما هو فحص الفيروسات (اختبار HPV)؟
فحص الفيروسات، وبشكل خاص فيروس الورم الحليمي البشري (HPV DNA Test)، يُستخدم للكشف عن وجود الفيروسات التي تنتقل عن طريق العلاقة الزوجية، والتي تُعتبر السبب الأول في أكثر من 90% من حالات سرطان عنق الرحم.
يُستخدم هذا الفحص بالتكامل مع مسحة عنق الرحم لتحديد ما إذا كانت التغيرات في الخلايا ناتجة عن العدوى الفيروسية.
لماذا يتم إجراء الفحصين معًا؟
لأن وجود خلايا غير طبيعية في مسحة عنق الرحم قد لا يكون كافيًا لتحديد السبب بدقة.
فحص الفيروسات يوضح ما إذا كان هناك عدوى نشطة بفيروس HPV عالي الخطورة.
يُساعد هذا الدمج على تحديد مدى الحاجة إلى المتابعة أو الخزعة أو العلاج الفوري.
يجنبكِ تكرار الفحوصات ويوفر تشخيصًا شاملًا في زيارة واحدة.
من يجب أن تخضع لهذين الفحصين؟
جميع النساء المتزوجات بدءًا من عمر 25 سنة.
النساء فوق سن 30 يُفضل لهن إجراء الفحصين معًا كل 3 إلى 5 سنوات.
من لديهن تاريخ سابق في نتائج غير طبيعية لمسحة عنق الرحم.
من لديهن أعراض مشبوهة مثل نزيف بعد العلاقة الزوجية أو التهابات متكررة.
النساء المصابات بنقص المناعة أو المعرضات لخطر العدوى الجنسية.
كيف يتم إجراء الفحصين؟
جلسة واحدة بسيطة في العيادة لا تستغرق أكثر من 10 دقائق.
تستلقي السيدة على سرير الفحص، ويتم إدخال منظار مهبلي لفحص عنق الرحم.
تُستخدم أداة صغيرة لأخذ مسحة من الخلايا السطحية لعنق الرحم.
يتم جمع العينة نفسها لفحص الخلايا (Pap) ولفحص الحمض النووي للفيروسات (HPV DNA).
تُرسل العينة إلى المختبر، وتظهر النتائج خلال أيام.
هل يسبب الفحص ألمًا؟
الفحص غير مؤلم لمعظم النساء، وقد يسبب فقط انزعاجًا بسيطًا أثناء إدخال المنظار أو الفرشاة. لا يسبب نزيفًا ولا يحتاج إلى تخدير أو راحة بعده، ويمكنكِ العودة لحياتك اليومية مباشرة.
ماذا تعني النتائج؟
1. إذا كانت المسحة طبيعية واختبار الفيروس سلبيًا:
لا حاجة لإعادة الفحص قبل 3 إلى 5 سنوات.
هذا مؤشر ممتاز لصحة عنق الرحم.
2. إذا ظهرت خلايا غير طبيعية في المسحة:
تُحدد درجتها (خفيفة، متوسطة، شديدة).
يُقرر الطبيب ما إذا كانت تحتاج إلى مراقبة أو خزعة.
3. إذا كان اختبار HPV إيجابيًا:
يدل على وجود الفيروس، ويحتاج إلى متابعة دورية.
في بعض الحالات، يُطلب منظار عنق الرحم أو خزعة.
هل يمكن التخلص من فيروس HPV؟
في الغالب، يتخلص الجسم من الفيروس تلقائيًا خلال عام إلى عامين إذا كانت المناعة جيدة. لكن بعض الأنواع الخطيرة تبقى داخل الخلايا وتسبب تغيّرات قد تتطور ببطء إلى سرطان، ولهذا يُعد الكشف المبكر هو خط الدفاع الأول.
هل يمكن الوقاية من الفيروس؟
نعم، وهناك وسائل فعالة للوقاية:
لقاح فيروس HPV (يُفضل قبل الزواج، لكنه مفيد حتى بعد الزواج).
استخدام وسائل حماية عند العلاقة.
المتابعة الدورية بمسحة عنق الرحم وفحص الفيروسات.
تقوية المناعة بالتغذية الصحية وتجنب التدخين.
هل يُجرى الفحص لغير المتزوجات؟
عادةً لا يتم إجراء مسحة عنق الرحم أو فحص HPV لغير المتزوجات، حيث لا يحدث تعرّض للفيروسات المسببة عادةً إلا بعد العلاقة الزوجية.
لكن في بعض الحالات النادرة التي تستدعي فحصًا خاصًا، يُقرّر الطبيب الطريقة المناسبة حسب الحالة.
نصائح قبل الفحص
لا تُجري الفحص أثناء الدورة الشهرية.
تجنبي الجماع قبل الفحص بـ 48 ساعة.
لا تستخدمي غسولًا أو كريمًا مهبليًا قبل الفحص بيومين.
أخبري طبيبتك إذا كنتِ حاملاً أو تعانين من التهابات نشطة.
إن مسحة عنق الرحم مع فحص الفيروسات هي خطوة ذكية وضرورية في رحلة الحفاظ على صحة المرأة.
لا تنتظري ظهور الأعراض، فالمشاكل الكبيرة تبدأ أحيانًا بتغيرات خلوية صامتة.
احجزي موعدك الآن في مركز طبي موثوق، وابدئي فحصك الدوري لراحة البال والوقاية.